إنه مبدع من لبنان، مؤلف وملحن وموزّع موسيقي وممثل.. الشعب اللبناني يعتبره نابغة، لأنه ضليع في الفن والسياسة والمجتمع، لحّن للعديد من الفنانين، ومنهم السيدة فيروز وجوزيف صقر وسلمى مصفي والليدي مادونا وماجدة الرومي.
كان زياد الرحباني العبقري من لبنان، كما وصفته والدته فيروز، حاضراً بضحكاتنا ودموعنا، وبقيت مسرحياته تردد بكل تفاصيلها من قبل الجمهور.
بعد الجزء الأول الذي تحدثنا فيه عن حياته الفنية، نقدم لكم الجزء الثاني، الذي يتضمن حياته الخاصة ورأيه بالفنانات.

حياة زياد الرحباني العاطفية والاجتماعية

تزوّج زياد رحباني من السيدة دلال كرم، وأنجبا طفلاً أطلقا عليه إسم والده عاصي. في البداية لم يعترف زياد الرحباني بإبنه، ولكنه لاحقاً أجرى فحص الحمض النووي "DNA"، وتبيّن أن الطفل هو فعلاً إبنه. هذا الزواج لم يكتب له الإستمرار، بعد فشل علاقتهما، وقد خرجت تفاصيل حياتهما إلى العلن، بعدما قرّرت دلال كرم الكتابة عن حياتهما في مجلة الشبكة من جهة، ومن جهة ثانية ألّف زياد عدة أغاني تصف هذه العلاقة، منها "مربى الدلال" و" بصراحة".
وقد أدى انفصالهما، إلى حرمان زياد الرحباني من رؤية إبنه، حتى بلغ التاسعة من عمره، حين كان زياد يسكن في ما كان يعرف ببيروت الغربية، وزوجته السابقة تسكن في بيروت الشرقية أثناء الحرب اللبنانية.
نفى أبوته لعاصي الإبن، وتقدّم بدعوى أمام محكمة الدرجة الأولى في المتن في لبنان، والمسجلة برقم 910/2008، وموعد نظرها في 23/4/2009 وموضوعها "إنكاره أبوته لعاصي زياد الرحباني، وطلب شطبه عن خانته، ومنعه من استعمال شهرة الرحباني، وتدوين خلاصة الحكم في سجل النفوس".
وأوضح زياد الرحباني في حديث صحفي، أنه لم يتكلم سابقاً في هذا الموضوع "احتراماً لحياة هذا الإنسان، كما كان من الممكن أن تسوّى هذه القضية من دون إعلام، لكن والدة عاصي الإبن لم تقم بأي خطوة قانونية متكتمة"، وأكد أن هناك جهتين متضررتين، ويهمه أمرهما، هما عائلته التي لها عليه حق إنساني وغريزي، وعاصي الإبن الذي لا ذنب له بهذا الواقع، وأكد أن عاصي مثله، عالق في وسط هذه القضية.

كتب زياد الرحباني كلمات أغنية "مربى الدلال" بعد طلاقه الرسمي من دلال كرم في أوائل التسعينيات، بعد أن إنتشرت أقاويل وتصريحات صحفية تتهمه بخيانة زوجته، وهجرانه لها وإتجاهه إلى الإدمان، حينها قرر زياد الرد على هذه التصريحات، وإنتقاد تصرف والدها معه، من خلال كلمات الأغنية:
".. ممنونه أنا لأبوكي، ممنونه ع الاستقبال
قال لي يا ابني كيف أحوالك
صرنا نتحدث بالأحوال
قلتله سيدي بطمنلك بالك، عيشة رضية قد الحال
قال لي بتعرف بنتي طلبها المحامي
واللي بيجوا لعنا من أحسن عيال
مش كل ساعة فيه محامي، لكن فيه متلك أمتال...".

زياد الرحباني وكارمن لبس

بعد إنفصاله عن دلال كرم، عاش زياد الرحباني مع الممثلة اللبنانية كارمن لبس علاقة مساكنة، دامت حوالى 15 عاماً، إنتهت بعدما إكتشفت كارمن أن زياد غير قادر على الإستقرار، الذي ترغب فيه.
وفي إحدى مقابلاتها، تحدثت كارمن لبس علناً عن علاقتها بزياد، قائلة :"زياد هو شخص جدلي، يعامل المديح والنقد على حد سواء، ببساطة، كان زياد الشخص الوحيد الذي أحببته".
وأضافت: "طوال الأعوام الخمسة عشر، لم أتعلق بزياد رحباني الشخص الذي تكلله الأضواء، والتي يراه الناس من خلالها، بالنسبة لي هو الرجل الذي أحببته وعشت معه، هو الشخص الذي شربت معه القهوة كل صباح".
من جهته، صرح زياد الرحباني: "كارمن كان لديها كل الحق لهجري، طوال الفترة التي عشتها معها كنت أعدها بأن هذا الوضع، المكان الذي يعيشان فيه، الحي، الشقة، الغموض والتشويش في حياتهما، كلها أشياء مؤقتة، وأني سأحاول إصلاح الوضع بأكمله"، ولكنه كان يعلم أنه غير قادر على ذلك. وآمن زياد بأن أي إمرأة أخرى ستهجره أيضاً.
وتحدث في إحدى أغنياته الخاصة عن إمرأة عاشت معه لفترة طويلة، وأحبها، والأغنية هي "ولّعت كتير"، من ألبوم "مونودوز"، والتي غنتها الفنانة سلمى مصفي.

خلاف زياد الرحباني ووالدته فيروز

إنقطعت العلاقة بينزياد الرحبانيووالدتهالسيدة فيروز، لفترة دامت عامين، بعدما إعتبرت أن الألحان التي قدّمها لها كان يمكن أن تكون أفضل، فأجابها بأنه خلال تلك الفترة لم يكن يستطيع تقديم أفضل منها، فقالت له "فكّر"، وقال إن المتسببين في هذا الخلاف، كانوا شقيقته ريما الرحباني ومحامي والدته والفريق القائم على إدارة أعمالها.
إلا أن الخلاف لم يستمر طويلاً، وخصوصاً بعد أن أطلقت فيروز ألبومها "ببالي"، فرأى زياد أن الحاجة ملحة للإتصال بها مجدداً، وكشف في مقابلة تلفزيونية أن العلاقة عادت إلى طبيعتها، بعد إجرائه مكالمة هاتفية كانت السبب في إنهاء القطيعة، وكانت أول عبارة قالها لوالدته "حمد لله عالسلامة"، وعقب اللقاء الأول زال الخلاف بينهما، ولم يسلم من عتب والدته عليه بسبب غيابه عنها.

رأي زياد الرحباني الصادم بأصوات الفنانات

يتجنب زياد الرحباني التعرّض للفنانات في مقابلاته التلفزيونية أو الحديث عنهنّ، إلا أنه أعطى رأيه بالعديد من الفنانات في مقابلة تلفزيونية، إذ قال عن الفنانة اللبنانية نجوى كرم إنه لا يمكنه التعاون معها، متسائلاً عن كيفية تشبيهها بالفنانة الراحلة صباح.
أما عن الفنانة السورية أصالة، فقال إن "صوتها يقص الخبز"، متسائلاً: "ألا تسمع نفسها وهي تغني؟" وردّت عليه أصالة عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي، وكتبت: "شو ما عمل وشو ما قال ما بزعل منه".
وصف زياد الرحباني الفنانة الإماراتية أحلام بـ"الظاهرة"، قائلاً: "عندما تدخل أحلام الستوديو أشعر أنني بحاجة للاتصال بقائد الجيش". كما سخر من أسلوبها في التصرف، ضمن لجان تحكيم برامج المواهب، وتساءل عن سبب جلوس الفنانة اللبنانية إليسا على كرسي لجنة تصنيف الأصوات، والحكم على مواهب تغنّي أفضل منها.
أما عن الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، فإكتفى بالقول: "لا جواب، لأن إذا أعطيت رأيي بصراحة فأنا لساني عاطل".

الوفاة

توفي "العبقري" زياد الرحباني اليوم 26 تموز/يوليو 2025.